13 يوليو 2025 | 18 محرم 1447
A+ A- A
الاوقاف الكويت

عمادي: أُحَيِّي الجهودَ التي تَعْملُ على خِدْمةِ كتابِ اللهِ عز وجل وتَحْمُلُ على عاتِقِها مسؤُوليّةَ التوجيهِ والإرشادِ في المجتمعِ

20 ديسمبر 2016

قال المهندس فريد عمادي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الحفل الختامي للفعاليات التي اقامتها ادارة الدراسات الاسلامية بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية تحت شعار "دور القرآن..ثقافة وايمان": في مسرح الهيئة الخيرية الاسلامية ان هذا اللقاء المباشر مع هذه الجُموعِ الطيبةِ من العاملينَ في إدارةِ الدراساتِ الإسلاميةِ ودُوُرِ القرآنِ الكريم، الذين يَحْمِلُونَ رايةَ العلمِ والثّقافةِ الإسلاميةِ والتعليمِ الشـرعي، أُحَيِّي هذه الجهودَ المباركةَ الكبيرةَ، التي تَعْملُ على خِدْمةِ كتابِ اللهِ عز وجل، وتَحْمُلُ على عاتِقِها مسؤُوليّةَ التوجيهِ والإرشادِ في المجتمعِ، ونَشْـرِ العلومِ الإسلامية، ومُتّخِذةً من مَنْهجِ  الوسطيةِ والاعتدالِ نِبْراساً تَسيرُ على هُداه، وتَسْتَقِي من مَعِينه.
 وهو ذاتُ المنهج الذي سارَ عليه الآباءُ والأجدادُ وهو مَا عَهِدَتْهُ وعَرَفتْهُ دَوْلتُنا الحبيبةُ  الكويت، في شَتّى مراحِلِها التاريخيةِ، وفي مُختلفِ عُصُورِها.
وأضاف عمادي إنّ اخْتيارَ الكويتِ عاصمةً للثقافةِ لهذا العام، مِنْ قِبَلِ المُنظّمةِ الإسلاميةِ للتربيةِ والعلومِ والثقافة "إيسِيسْكُو"، دليلٌ على أَهَمّيةِ الدّوْرِ الثّقافيِّ الرائدِ، الذي تقومُ به دولةُ الكويت في نَشْـرِ الثقافةِ الإسلاميةِ ودَعْمِها على مُخْتلفِ المُسْتويات، مَحَلياً وعَالَمِياً، ودُوُرُ القرآنِ الكريمِ هي إحدى رَوَافِدِ الثّقافةِ الإسلاميةِ في البلاد. و تَقومُ بهذا الدّوْرِ العظيم وتُؤدّي هذه الرسالةَ السّاميةَ منذُ إنشائها قَبَلَ عشـراتِ السّنين، وقد أصبحَ لها- بفضلِ اللهِ وتوفيقه- موقعٌ متميزٌ على الخَارطِةِ الثقَافيةِ والعِلْميّةِ في البلاد. وهي تُمثّلُ مؤسساتٍ إسْلاميةٍ رَائدةٍ، بما تَقومُ به مِنْ أَدَاءِ رسالةٍ ساميةٍ في المجتمعِ، وما تَنْهضُ به مِنْ دَوْرٍ تَنْويريٍ كبيرٍ في تنميةِ الوَعْيِ الدّيني، وتَعْليمِ القرآنِ الكريمِ حفظاً وتلاوةً وتجويداً. ونَشـْرِ العلومِ الشـرعيةِ والثقافةِ الإسلاميةِ المُتميّزةِ بالاعتدالِ والوسطيةِ، وتَسْعَىَ إلى تَعْميقِ قِيمِ المحَبّةِ والأُخُوّةِ والتّسامُحِ.
وقال عمادي إنّ الأُمّةَ اليوم تُواجِهُ تَحَدّياتٍ جَسيِمة، ومَخاطِرَ جَمّة، والعَالمُ يَمُوجُ بالمشَاكلِ والصِّـَراعاتِ والأزَمَات، ويُعانِي من الوَيلات، وهذا يَفرِضُ علينا مسؤولياتٍ ضَخْمة، وَيَتطلّـبُ مِنّـا مُضَاعفةَ الجُهْدِ ومُواصـلةَ العملِ، لِحِمايةِ هَويّتِنَا وثَقَافَتِنا الأصيلة، وتَحْصِين أَجْيالنا، وتربيةِ أَبْنائِنَا على حُبِّ القرآنِ وتعليمهِ وفَهْمِه، والتّعمُّقِ في دِرَاستِه، فهو الذي يَحْمي أُمّتِنَا مِن الأَخْطَارِ والفِتَن.
وإنّنا وَفي سبيلِ الوُصُولِ لأَهْدافنا وغاياتِنا نَتّخذُ من تَعاليمِ دينِنا الحنيف وتوجِيهاتِه السّمْحَة الكريمة، نِبْراساً نَسيرُ عليه ومِشْعَلاً نَسْتضئُ به.
وشِعَارُنا في ذلك قول الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ﴾ ونَتَطَلّعُ لِأَن نَرْقى إلى درجةِ الذين أثنى اللهُ عليهم حينما قال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ﴾.
 وإنّ مِنْ أُوُلَى القضايا التي نَحْتاجُها اليوم، في المجالِ الدّعَوِي والتّعْلِيميِ، ضَرُورةَ أَن نَتَأسَى بمَنْهجِ النُّبُوّة في الدَعوةِ إلى الله، وأَنْ نَتّخذَ منْ طريقِ السّلفِ الصالحِ مِنْ أَهْلِ القُرونِ المُفضّلَةِ نبراساً نهتدي به، لِيرْقى خِطابُنا لمن وَافَقنا أوْ خَالَفنا إلى مستوى الاحترامِ المُتَبادَل، وأَنْ نَسْلَكَ مَنْهجَ الاعتدالِ والوَسَطيّة لِنَنْأى بأنفُسِنَا عن الإفْرَاطِ والتّفريط، وأَنْ يَرْتكزَ خطابُنا الإسْلامي في الدعوة، على مصادِر الإسلامِ الصّحيحة، وأهدافِه الإنْسانيةِ العالمية، فرسالةُ الإسلامِ عَالِميّة، تَتَسِّمُ بالكمالِ والشُّمول، وهي رحمةٌ للناس جميعاً، ونَرَى لزاماً علينا السّعْيَ لتفقِيهِ المسلمين بأمورِ دينِهم، وتَحصِينهم من الأَفْكارِ والثقَافاتِ المنحرفة.
وهذا يَفْرِضُ علينا مواجهةَ كلِّ ذلك بالتَعَاونِ والتكاتفِ والاجتماعِ على كلمةٍ سواء، والالتفافِ حولَ أُصُولِ الشريعةِ ومقاصدِ الرسالة، والقرآنُ الكريمُ هوَ أَصلُ الدّينِ ومَصْدَرُ التّشـريع، وبُرْهَانُ الرسالة، وَمَنْبَعُ التّوحيد، وهو دُسْتُورُ الأمةِ، ورَمْزُ عِزّتِها ومَبْعَثُ فَخْرِها﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد﴾.
وختم عمادي حديثه بالقول لايَسَعُنِي إلّا أَنْ أَتَقدّمَ بوَافرِ الشُّكرِ وعظيمِ الامْتِنانِ إلى جميعِ الإخوةِ والأخواتِ العاملينَ في مراكزِ دُوُرِ القرآنِ الكريمِ وإدارةِ الدراساتِ الإسلاميةِ، وأَخُصّ بالشّكرِ الأخواتِ الفاضلاتِ القائماتِ على هذه الاحتفاليةِ وتَنْظِيمها والإعْدادِ لها، وأَتَمنّى للجميعِ التوفيقَ والسّداد، ودَوَامَ التّقَدمِ والازْدِهارِ.
وأسَألُ المولى عَزّ وجلَ، أنْ يُحقِقَ لنا الأَهْدافَ المَرجُوّةِ من مِثلِ هذه الأنشطةِ والفعَالِيات، لِيُسَاهمَ كُلّ ذلك في تَعْمِيق وتَحْقيقِ رسالةِ دُورِ القرآنِ الكريمِ في مسيرتِها الخَيّرةِ، ومُسْتقبَلِها المُشْرِق، بِمَا يَخْدُمُ كتابَ اللهِ عزّ وجل في بلدِنا الحبيبِ، في ظِلّ قِيادةِ صَاحِبِ السُّمُوِّ أميرِ البلادِ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسُمُوِّ ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسُمُوّ رئيسِ مجلسِ الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، وحكومتِنا الرشيدة،،
 
 
من جانبه قال مدير ادارة الدراسات الاسلامية مرزوق الهيت إن هذه الاحتفالية الكبرى بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام 2016م والتي تقيمها مراكز دور القرآن الكريم في جميع المحافظات تحت شعار: دور القرآن... ثقافة وإيمان... وذلك بعد أن قامت مراكز كل محافظة بتنظيم احتفالية بهذه المناسبة على مدى الشهور الماضية.
وتابع الهيت إن مما يسعدنا ويثلج صدورنا اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة هذا العام، ومن قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، فهذا دليل على أهمية الدور الثقافي الإسلامي الذي تقوم به دولة الكويت في نشر الثقافة الإسلامية الشرعية ودعمها على مختلف المستويات، وأن من أبرز وأهم وآليات نشر الثقافة الإسلامية في البلاد: دور القرآن الكريم التي تم انشاؤها منذ أكثر من أربعين عاماً وقد اقترب عددها اليوم من مائة مركز للرجال والنساء ، يدرس فيها ثمانية وعشرون ألف دارس ودارسة، وهي منتشرة في مختلف المناطق في المحافظات الست، وتشرف عليها وترعاها وتنظم عملها ومسيرتها وتدبر شؤونها: إدارة الدراسات الإسلامية التي تضاعف جهدها وتوسع نشاطها وحجمها وبرامجها وهيكلها وأصبح عدد العاملين فيها وفي المراكز سبعة آلاف موظف وموظفة سواء في الهيئة الادارية أو التعليمية.
واضاف الهيت لقد أصبحت دور القرآن الكريم معلماً ثقافياً بارزاً وصرحاً إسلامياً عالياً في البلاد تؤدي رسالة سامية في نشر العلوم الشرعية وتعليم كتاب الله عزوجل، وتعميم الفائدة والمعرفة، وترسيخ القيم الإسلامية، وبث ثقافة الوسطية والاعتدال والوعي الديني في المجتمع. وفق تصور واضح المعالم لأداء هذه الرسالة، وتعمل على تاصيل الأخلاق والفضائل في التعامل والسلوك. وتتيح الفرصة لكل راغب من المسلمين من الرجال والنساء على اختلاف جنسياتهم ومستوياتهم، في حفظ كتاب الله عزوجل، والتزود بالثقافة الإسلامية والعلم الشرعي. وتحقق له رغبته في هذا السبيل.
وأكد الهيت أن الأهداف التي تسعى الدور لتحقيقها: المحافظة على كيان الأسرة المسلمة وحمايتها من الأخطار التي تهددها، وتوفير المناخ الملائم لإعداد حفظة لكتاب الله عزوجل، والعمل على نشر القيم والفضائل والأخلاق، والتعاون مع شتى الجهات لتحقيق هذه الأغراض. وقد استقطبت دور القرآن الكريم عبر تاريخها المديد آلاف الدارسين والدارسات فالتحقوا بها، وراحوا ينهلون من معانيها ويشربون من نبعها، وهذا من النعم الجلية التي يمن الله بها على الإنسان في هذه الحياة، أن يستثمر أوقاته في دراسة كتاب الله عزوجل، وأن ينصب اهتمامه في ساعات فراغه على القضايا الشرعية التي تنمي ثقافته وتزيد من فهمه ووعيه وإدراكه.
وفي الختام تقدم الهيت بوافر الشكر وعظيم الامتنان إلى جميع الاخوة والأخوات في مراكز دور القرآن الكريم في المحافظات الست وخاصة الأخوات القائمات على هذه الاحتفالية اللاتي سعين بكل همة ونشاط إلى إنجاحها وتحقيق أهدافها، وأشكر الجميع على هذه الجهود الكبيرة المبذولة التي أبرزت وجه الكويت الحضاري والثقافي، وأتمنى لهم التوفيق والسداد، ودوام التقدم والازدهار.
 وفي ختام الفعاليات قام وكيل الوزارة المهندس فريد عمادي بجولة في المعرض المصاحب للفعاليات والتي تنوعت ما بين التراث الكويتي القديم والحديث وبعض المخطوطات الاسلامية.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت